لكل إنسان حظه في الحياة من الصحة .. الرزق ...والذكاء ..
وغسان ...ولد منذ أكثر من عشرين عاماً ومعه حظه من الصحة .. حظ لا يحسده عليه عدو أو حبيب
كساح أقعده عن السير
وشل يديه عن أية حركة حتى ولو بطعام إلى فمه ..
في طفولته .. لم يمر بمراحل الطفولة .. مثل أقرانه ..
لم يحبُ على ساقيه وذراعيه ثم ينتصب شيئاً فشيئاً ويتعثر وهو يدور حول الكراسي أو المنضدة
حتى يستوي واقفاً ويذهب عن قلبه الصغير مظهر الخوف من الخطوة الأولى .. فيجري ويقفز هنا وهناك ..
كل ذلك لم يمر به غسان !!!
أمضى طفولته وهو في مكانه .. لا يتحرك ولا يقوم .. يأتي أهله ليطعموه وسقوه
وينقلوه بأيديهم .. كتلة من اللحم يعلوها رأس به وجه أبيض جميل ..
وعينان تملؤهما زرقة أشبه ما تكون بأعماق البحر ..وشعره الأصفر متهدل من فوق هذا الرأس دون أي نظام ..
وبعض من الذباب يحوم حوله .. يستغل ضعفه في قيد العجز ..يحط على وجهه الجميل ويلدغه ..
فلا يجد غسان مناصاً إلا أن يصرخ حتى ينقذوه ....
حتى وهو شاب يزحف نحو الخامسة والعشرين أيضاً لا يستطيع أن يذب عن وجهه ذبابة تحط عليه ..ولم يكن الرزق من حظه وحده..
بل من حظ أسرته الكبيرة بوالديه وأبنائهما الثلاثة غيره وبنت وحيدة ..
كان حظــاً بائساً..جرته عليهم حياة كلها الخوف والإضطهاد والسلب والإغتصاب وإغلاق باب العمل في وجه الأب فعاشوا في ظل كل ذلك عيش الكفاف ..
أما ذكاء غسان ..فــكان واضـحاً .. يعي كل شيء..يفهم كل حركة تحدث أمامه , كل إشارة تلتقطها عينــاه..تتحرك في أسرع من كل قياس إلى ذهنه الكبير ..
يكبر غسان ..ليس كغيره من الأطفال ..على قدر علته كان ينمو نوعا مــا ..ويجد كل رعاية مما حوله ..الحنان الأكبر ..الجارف ..المشبع ..من أمه الغالية ..
لم تكف عن هدهدته ومضاحكته وملاعبته..تظل به حتى تتوقد عيناه حماساً ودفئاً..وتشعان في بريقهما رضا وسرورا ..وضحكات يرن صوتها العذب في جنبات الدار تلفت كل من فيها نحوه ..
ويمصمصون الشفاه التي تعقدها مأساة تعيش في حنايــا القلوب ..وكلهم تعبير واحد ..يضحك!لايعرف شيئاً ..لا يحس شيئاً ..لايدرك شيئاً ..آه..ولا يستطيع شيئاً من الحياة مهما صغر ..
كانت الأم حياته ..وباقي الاسرة أشياء بجانبها تكمل صورة الحياة من حوله ..أحبهم من أعماقه ..أما هم ..فلم يزد أمره بينهم عن أنه مجرد حياة تدب على الأرض بأنفاسها فقط !!
شيء مختلف عن باقي الاحياء ..لايعرف الأرجل ..لايعرف الأيدي ..الناس غيره هم يداه , رجلاه ..
لو قُدر له أن يعيش وحيداً لمات بعد أيام قليلة ..لن يجد من يطعمه ويسقيه ..
بل من حظ أسرته الكبيرة بوالديه وأبنائهما الثلاثة غيره وبنت وحيدة ..
كان حظــاً بائساً..جرته عليهم حياة كلها الخوف والإضطهاد والسلب والإغتصاب وإغلاق باب العمل في وجه الأب فعاشوا في ظل كل ذلك عيش الكفاف ..
أما ذكاء غسان ..فــكان واضـحاً .. يعي كل شيء..يفهم كل حركة تحدث أمامه , كل إشارة تلتقطها عينــاه..تتحرك في أسرع من كل قياس إلى ذهنه الكبير ..
يكبر غسان ..ليس كغيره من الأطفال ..على قدر علته كان ينمو نوعا مــا ..ويجد كل رعاية مما حوله ..الحنان الأكبر ..الجارف ..المشبع ..من أمه الغالية ..
لم تكف عن هدهدته ومضاحكته وملاعبته..تظل به حتى تتوقد عيناه حماساً ودفئاً..وتشعان في بريقهما رضا وسرورا ..وضحكات يرن صوتها العذب في جنبات الدار تلفت كل من فيها نحوه ..
ويمصمصون الشفاه التي تعقدها مأساة تعيش في حنايــا القلوب ..وكلهم تعبير واحد ..يضحك!لايعرف شيئاً ..لا يحس شيئاً ..لايدرك شيئاً ..آه..ولا يستطيع شيئاً من الحياة مهما صغر ..
كانت الأم حياته ..وباقي الاسرة أشياء بجانبها تكمل صورة الحياة من حوله ..أحبهم من أعماقه ..أما هم ..فلم يزد أمره بينهم عن أنه مجرد حياة تدب على الأرض بأنفاسها فقط !!
شيء مختلف عن باقي الاحياء ..لايعرف الأرجل ..لايعرف الأيدي ..الناس غيره هم يداه , رجلاه ..
لو قُدر له أن يعيش وحيداً لمات بعد أيام قليلة ..لن يجد من يطعمه ويسقيه ..